
منذ الغزو التركي في العام 2018 لمنطقة عفرين وتهجير سكانها المحليين، الذين يشكل الكرد 90 بالمئة منهم، لم تتوقف معاناة الأهالي هناك. فبعد نزوحهم الأول واستقرارهم في مخيمات الإيواء البسيطة في منطقة تل رفعت والشهباء، تعرضت المنطقة لزلزال مدمر راح ضحيته المئات في سوريا وتركيا، وهو ما أثر بشكل مباشر على السكان في تلك المخيمات، التي رفضت الأمم المتحدة الاعتراف بها إلى يومنا هذا.
حتى في تلك الخيم لم يسلم النازحون من القصف التركي المتواصل والاشتباكات المتقطعة بين قوات تحرير عفرين والفصائل التابعة لتركيا طيلة 6 سنوات، إلى تاريخ 8/12/2024، حيث استيقظ العالم على خبر سقوط النظام السوري بشكل دراماتيكي ومفاجأ، هذا الأمر خلق فوضى عارمة وصدمة لم يكن أحد قد استعد لها.
استغل الجيش التركي والفصائل التابعة لها حالة الفوضى وبدأوا هجوماً كبيراً على منطقتي تل رفعت والشهباء، قبل أن يسيطروا عليها، مما أجبر المدنيين الكرد في تلك المخيمات إلى النزوح للمرة الثانية إلى المناطق الآمنة في شرق الفرات، وبالتحديد إلى مدينتي الرقة والطبقة.
هذا النزوح يأتي في كل مرة بسبب الممارسات الانتقامية للفصائل التابعة لتركيا والجيش التركي، من المدنيين الكرد، من قتل واعتقال واغتصاب وسرقة وابتزاز وتهجير واستيلاء على الممتلكات الخاصة، هذه الجرائم ترقى لجرائم الحرب بحسب تقارير لمنظمة (Human Rights Watch) تؤكد تورط تركيا المباشر بهذه الجرائم.
في المقابل، تأثر الواقع التعليمي بشكل كبير أثناء النزوح الأول من عفرين، وانهار بشكل كامل بعد النزوح الثاني من مناطق تل رفعت والشهباء، التي كان يتواجد بها 63 مدرسة، يدرس فيها 14000 طالب، وأيضاً 1066 معلم، منهم 878 امرأة.
تستمر معاناة هؤلاء المدنيين في خيم الايواء الجديدة في مدينتي الرقة والطبقة، في ظل عدم وجود دعم دولي حقيقي ملموس لهم، في هذا الشتاء القارس يتعرض 14000 طالبة وطالبة متواجدين الآن في المخيمات لظروف مأساوية تفوق طاقة تحمل البشر، مما يعرضهم لخطر الحرمان الكامل من حق التعليم المقدس، إذ لا توجد مدارس ومستلزمات تستطيع تلبية الاحتياجات التعليمية الرئيسية للبدء بعملية اصلاح الواقع التعليمي في تلك المخيمات.
اتحاد معلمي شمال وشرق سوريا / المكتب الاعلامي