مرة تلوى الأخرى، وأمام أعين ومسمع جميع الدول والمنظمات الحقوقية الاقليمية والدولية، يرتكب الاحتلال التركي أبشع المجازر بحق الأهالي الآمنين في شمال وشرق سوريا, الذين يستبشرون السلام في العام الجديد، ويؤكد مرة أخرى على سياسته العدائية التي تقوض كافة سبل العيش المشترك، وتهدد الأمن والاستقرار التي تنعم بها مناطق شمال وشرق سوريا.
إن التوسع في استهداف البنية التحتية من مدارس وجامعات و مشافي ومراكز توليد الطاقة ومحطات المياه وابار النفط والمصانع والمطاحن و المنشآت الحيوية التي تعد عصب الحياة في شمال وشرق سوريا، لا يمكن وصفها إلا بأنها جرائم حرب ضد الانسانية لدولة لا يعرف سوى لغة التدمير والابادة المترسخة في الذهنية العثماني لهذا النظام.
لا شك أن تركيز تركيا في الآونة الأخيرة على استهداف المنشآت والمرافق الحيوية في مناطق شمال وشرق سوريا ما هو إلا عبارة عن عمل ممنهج يهدف لضرب كافة محاولات الادارة الذاتية للارتقاء بالواقع الخدمي السياسي والاجتماعي في مناطقها، ولا سيما بعد اعلانها العقد الاجتماعي الجديد و مباركته من قبل كافة مكونات المنطقة، وانعقاد مؤتمر مجلس سوريا الديمقراطية الذي كانت مخرجاته تحمل بعداً وطنياً واخلاقياً ومبادرة للسلام لكافة السوريين من خلال تبني لغة الحوار.
وبناء على ذلك نحن كاتحاد معلمي شمال وشرق سوريا ندين هذه الهجمات التي تزيد من معاناة شعبنا، وتحرمه من أبسط حقوقه وهي العيش بكرامة والحصول على التعليم ضمن ظروف آمنة ومستقرة، ونطالب كافة المنظمات الحقوقية والتعليمية ومنظمة “اليونسيف” بأن تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية وأن تدين هذه الهجمات، والعمل على عدم تكرارها.
اتحاد معلمي شمال وشرق سوريا
26-12-2023